الأحد، 26 أكتوبر 2008

قهوتى مرة


مساء قد يبدو عادى..
أجلس فى الشرفة احتسى قهوتى..
اشعر بمرارتها و لكنى اتغاضى عن احتياجها لمزيد من السكر..
قدأصبحت أتغاضى عن كثير من الاشياء مؤخرا
ربما ذلك جزء من التقدم فى العمر ..
يختلف منظورنا للامور و تذوقنا للحياة..
نعتاد المرارة و تدريجيا تصبح طعم عادى للايام..
أحاول تصفح الكتاب الذى أخترته ليقتل الوقت و لكن شرودى يمنعنى حتى من تذكر عنوانه..
اقلب صفحاته بملل و أنا اختلس النظر الى الهاتف ..
أشعر انه ينظر الى فى تحدى يأبى ان يرن..
احاول ان استمتع بالاشياء البسيطة التى طالما اسعدتنى من قبل
و لكن كل محاولاتى تأتى بالفشل..جزء اخر من التقدم فى العمر!
تدور فى عقلى الكثير من الافكار..
هل نكبر حين نحمل الهم أم نحمل الهم حين نكبر!!!
أعاود النظر الى الهاتف بصمته الذى يستفزنى
أحتسى ما تبقى من القهوة
ابتلع معها كل المرارة المتبقية فى ذلك المساء الذى قدر له أن يصبح عاديا!
أغلق الكتاب فليس ذلك اليوم الذى ستتغير فيه طعم قهوتى!

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

لما الصمت

لطالما اعتدت المشى على البحر يصاحبنى صوت فيروز..

تتضارب الافكار فى رأسى بلا مرسى

و يزيد من شجنى و صمتى الدفء فى صوتها

اما اليوم فقد اتخذت من صوتك بديل..

ليؤنس مسيرتى و ينتشلنى من شرودى

بجملتك المعتادة:لما الصمت؟

ابتسم و اجيب :استمع اليك!

أجابة بها من الصدق ما يكفى لان أقولها

فهناك فرق بين السمع و الانصات..لعلك لا تدرى ذلك!

و لكن قررت منذ فترة ان لا تتخطى الكلمات معى حد السمع

تصل لعقلى فيأبى مرورها..حتى لا تترك أثرها على قلبى

فمن الصعب محو الكلمات التى تحفر صداها فى روحك و تتخلل كيانك!

مشينا و تدريجيا تلاشت من حولى الاشياء..الاشخاص..حتى أنت!

لاصبح فى مواجهة الافق وحدى انظر الى التقاء السماء و البحر

باختلاف ازرقهما..يتلامسان يتحدان..

حتى و ان كان ذلك مجرد خداع بصرى

أجدنى استمتع به..ربما لتأكيده فكرة ان الاتحاد التام شبه مستحيل..

أغرق اكثر فاكثر..ازداد ارتباطا بالاماكن..الاشياء ..الذكريات

و يقل ارتباطى بالاشخاص..

اكتب عن كل منهم صفحة حتى امحوهم من ذاكرتى

و اضمهم لمذكراتى..لابتسم تلك الابتسامة من طرف فمى حين يقع نظرى على تلك الاوراق المبعثرة فى بحرحياتى..

أتمنى فى سرى أن تكون أكثر من مجرد صفحة..أن لا اضطر يوما أن اكتب عنك

فى ذلك الحين تعود الصورة من حولى حين تنبهنى بقولك:لما الصمت؟