مازالت كما أنا ..
تسعدني الأشياء الصغيرة التي قد تمر على الآخرين دون أن يلحظوها..
مازالت استمتع بالسير على شاطئ البحر في أيام الشتاء محاطة بذلك الجو الضبابي الذي يصيب الكثيرين بالكآبة و لكنه يشعرني برومانسية الأفلام القديمة..
استمتع بالسير في شوارع محطة الرمل في الصباح الباكر حيث لا يصاحبني غير صوت خطواتي بين تلك المباني العتيقة التي تثير في نفسي الحنين..
و أصل إلى مقهاي المفضل لأشرب الشيكولاتة الساخنة و أنا أتابع ببصري الخطوط التي تركها الزمن على وجوه الشيوخ الذين اعتادوا النهوض مبكرا ..يتسامرون و يتذكرون الأيام الخوالي و يبتسمون لي ..تلك الابتسامة التي تشعرني بالدفء ...
و أعود لفنجاني و أبخرته التي تضفى على المكان طابع أسطوري كليالي ألف ليلة و انتظر أن يظهر لي الجني و لكن سرعان ما أعود لواقعي محملة بخليط من المشاعر المتداخلة..
مازال صوت فيروز يجالسني في الشرفة و أنا أدندن و اطرق بأصابعي على الطاولة
مازالت اقرأ تلك الرواية الفرنسية التي قرأتها أول مرة منذ عشر سنوات و أكاد أسمع الحوار و ابتسم مع نهايتها
مازالت ارسم على هوامش أوراقي و اترك قصاصات مبعثرة تحمل أفكار لقصص لم و لن تنتهي بين كتبي
مازالت تزورني الابتسامة عند رؤية أطفال يلعبون و تحركني تلك البراءة في أعينهم
مازالت بحوري محملة بسفن المشاعر تارة تغرق و تارة تصل للشاطئ
مازالت عواصفي تطرق أبواب عقلي بعبثية طوال الليل
مازلت تشغلني الكثير من الأفكار و أتحدث مع نفسي بصوت عال أحيانا
نعم ..مازالت كما أنا ..رغم مرور السنين.. رغم تغيير الوجوه...رغم الأحداث الكثيرة التي عصفت بوجودي
مازالت كما أنا