
رواية تستحق ان تقرأها
تشعر انها لا تنتمى لذلك المكان و لا هذا الزمان
لا تتعرف على ملامح من حولها..تجد صعوبة فى ربط ذكرياتها بأى منهم
احساس غريب يسيطر عليها..تحاول الابتسام..تتكلم فى المواضيع السطحية
لا تشعر بشىء مطلقا
فراغ تام أصبح يحتويها أو ربما هى من تحتويه!!
تضحك على تعليقاتهم..على رؤيتهم المحدودة للامور
تحسدهم على بساطتهم أو ربما على سذاجتهم!!
فى رأسها تعليقات ساخرة تخفيها بذلك القناع الذى طالما أرتدته!
الملل يصل لحد لا يضاهى..
تتمنى ان ينتهى اليوم..تنتهى تلك اللقاءات التى لا تحمل اى معنى!
تستمر فى مصافحة ذاك و تلك ...
تحلم بمكتبها..كتبها..أوراقه
تحلم بأن تغلق بابها للابد فى وجه ذلك العالم الذى لا تنتمى له!
تحلم بالهدوء!
لطالما اعتدت المشى على البحر يصاحبنى صوت فيروز..
تتضارب الافكار فى رأسى بلا مرسى
و يزيد من شجنى و صمتى الدفء فى صوتها
اما اليوم فقد اتخذت من صوتك بديل..
ليؤنس مسيرتى و ينتشلنى من شرودى
بجملتك المعتادة:لما الصمت؟
ابتسم و اجيب :استمع اليك!
أجابة بها من الصدق ما يكفى لان أقولها
فهناك فرق بين السمع و الانصات..لعلك لا تدرى ذلك!
و لكن قررت منذ فترة ان لا تتخطى الكلمات معى حد السمع
تصل لعقلى فيأبى مرورها..حتى لا تترك أثرها على قلبى
فمن الصعب محو الكلمات التى تحفر صداها فى روحك و تتخلل كيانك!
مشينا و تدريجيا تلاشت من حولى الاشياء..الاشخاص..حتى أنت!
لاصبح فى مواجهة الافق وحدى انظر الى التقاء السماء و البحر
باختلاف ازرقهما..يتلامسان يتحدان..
حتى و ان كان ذلك مجرد خداع بصرى
أجدنى استمتع به..ربما لتأكيده فكرة ان الاتحاد التام شبه مستحيل..
أغرق اكثر فاكثر..ازداد ارتباطا بالاماكن..الاشياء ..الذكريات
و يقل ارتباطى بالاشخاص..
اكتب عن كل منهم صفحة حتى امحوهم من ذاكرتى
و اضمهم لمذكراتى..لابتسم تلك الابتسامة من طرف فمى حين يقع نظرى على تلك الاوراق المبعثرة فى بحرحياتى..
أتمنى فى سرى أن تكون أكثر من مجرد صفحة..أن لا اضطر يوما أن اكتب عنك
فى ذلك الحين تعود الصورة من حولى حين تنبهنى بقولك:لما الصمت؟